کد مطلب:240936 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:113

بتجهیره الجواهر عرف أن لاجوهر له
من خطبة الرضا علیه السلام فی التوحید رواها الصدوق، ذكرنا من أولها إلی فقرة «ابتداؤه إیاهم دلیل علی ان لاابتداء له لعجز كل مبتدأ عن ابتداء غیره»، و منها إلی فقرة: «من غیاه فقد غایاه»، [1] و إلیك من موضع القطع:

«و من غایاه فقد جزأه، و من جزأه فقد وصفه، و من وصفه فقد ألحد فیه، لایتغیر الله بانغیار المخلوق، كما لایتحدد بتحدید المحدود، أحد لابتأویل عدد، ظاهر لابتأویل المباشرة، متجل لاباستهلال رؤیة، باطن لابمزایلة، مبائن لابمسافة، قریب لابمداناة، لطیف لابتجسم، موجود لابعد عدم، فاعل لاباضطراب، مقدر لابحول فكرة، مدبر لابحركة، مرید لابهمامة، شاء لابهمة، مدرك لابمجسمة، سمیع لابآلة، بصیر لابأداة، لاتصحبه الأوقات، و لاتضمنه الأماكن، و لاتأخذه السنات، و لاتحده الصفات، و لاتقیده الأدوات، سبق الأوقات كونه، و العدم وجوده و الابتداء أزله، بتشعیره المشاعر عرف أن لامشعرله، و بتجهیره الجواهر عرف أن لاجوهر له...». [2] .

قوله علیه السلام: «و من غایاه فقد جزأه...» [3] أی ذاته المقدسة جزء و ما ینتهی إلیه جزء آخر.

و قال المعتزلی فی شرح بعض الخطبة العلویة: «و من ثناه فقد جزأه»: و هذا حق؛ لأنه إذا أطلق لفظة الله تعالی علی الذات و العلم القدیم فقد جعل مسمی هذا اللفظ و فائدته متجزئة. «و من جزأه فقد جهله»: هذا حق لأن الجهل هو اعتقاد الشی ء علی خلاف ما هو به. [4] .

و الإلحاد: هو الطعن فی أمر من أمور الدین بالقول المخالف للحق المستلزم للكفر، [5] و لبقیة الكلمات شرح یخرج به عما نحن بصدده.



[ صفحه 183]



كقوله علیه السلام: «بتشعیره المشاعر عرف أن لا مشعرله»

و لایخفی أن كثیرا من كلمات الامام الرضا علیه علیه السلام فی هذه الخطبة قد جاءت فی خطبة أمیرالمؤمنین علیه السلام:

قال المعتزلی: المشاعر: الحواس قال بلعاء بن قیس:



و الرأس مرتفع فیه مشاعر

یهدی السبیل له سمع و عینان



قال: بجعله تعالی المشاعر عرف أن لامشعر له؛ لأن الجسم لایصح منه فعل الأجسام، و هذا هو الدلیل الذی یعول علیه المتكلمون فی أنه تعالی لیس بجسم [6] .

و أما قوله علیه السلام: «و بتجهیره الجواهر عرف أن لاجوهر له» فلم أجده فی الخطب العلویة، و وجدته فی خطبة الرضا علیه السلام الجاریة.

الجواهر واحدها الجوهر: مقول علی معان منها الحجر الثمین المستخرج المنتفع به كالألماس و الیاقوت و هو معرب «گوهر» بالفارسی، و منها جوهر الشی ء، ما وضعت علیه جبلته و طبیعته، و جوهر السیف: فرنده، و الجواهر العلویة: الأفلاك أو الكواكب أو الأرواح [7] و المصطلح عند الحكماء: الموجود بنفسه و یقابله العرض و فسر السبزواری الجوهر بقوله:



الجوهر المهیة المحصله

إذا غدت فی العین لاموضوع له



و قال فی تفسیر العرض و أقسامه التسعة المعروفة مع انضمام الجوهر بالمقولات العشرة و عند بعض بالأقل بمایلی:



العرض ما كونه فی نفسه

الكون فی موضوعه لاتنسه



كم و كیف وضع نأین له متی

فعل مضاف و انفعال ثبتا



-أجناسه القصوی لدی المعلم-

فتكون تسعة [8] إلی آخر ما ذكره هناك فراجع.

و الجوهر أعم من الجسم المركب من الأبعاد الثلاثة: الطو ل و العرض و العمق و العناصر الأربعة أو الأكثر، و من البسیط المجرد عنها.



[ صفحه 184]



و هل هنا مجرد سوی الله جل جلاله كما علیه جمع أولا؟ علی ما ذهب إلیه المجلسی قال عند تفسیر العقل: السادس ما ذهب إلیه الفلاسفة و أثبتوه بزعمهم من جوهر مجرد قدیم لاتعلق له بالمادة ذاتا و لافعلا و القول به كما ذكروه مستلزم لإنكار كثیر من ضروریات الدین من حدوث العالم و غیره مما لایسع المقام ذكره، و بعض المنتحلین منهم الإسلام أثبتوا عقولا حادثة و هی أیضا علی ما أثبتوها مستلزمة لإنكار كثیر من الأصول المقررة الإسلامیة مع أنه یظهر من الأخبار وجود مجرد سوی الله تعالی [9] .

و ظاهره الجزم بانحصار المجرد فی الله تعالی، و یمكن الجمع لما ذهب إلیه بحمل المجردات من عقول و نفوس علی الإضافی و أما المجرد من كل جهة و هو الكمال المطلق فلیس إلا الله جل جلاله، فقد خرجنا عما نحن فیه من بیان الحكمة الرضویة.

«بتجهیره الجواهر عرف أن لاجوهر له» أی: بإبداعه تعالی الجواهر بإعطاء الوجود الجوهری لهادل علی نفیه عنه تعالی لافتقار المقولات لكلها و الكون كله إلی الزمان و المكان و المحل غیر المنفك عن النقص المنفی عن الرب عزوجل و إلا لانقلب الواجب إلی ممكن فتجد الجهات الملازمة للنقائص حلیفة الممكنات مهما كان نوعها و الكل منتف عن الله جل جلاله و كیف و هو الغنی كله و القدرة كلها و العلم كله و الحیاة كلها.



[ صفحه 185]




[1] حرف الميم مع النون.

[2] التوحيد: 37 - 36.

[3] النهج 72:1، الخطبة 1.

[4] شرح النهج: 75:1.

[5] هامش التوحيد: 37.

[6] النهج 72:13، الخطبة 232، و شرحه 73:13.

[7] منتهي الأرب في لغة العرب، و غيره من الكتب في (جوهر).

[8] المنظومة في الحكمة المتعالية، المقصد الثاني في الجوهر و العرض، الفريدة الأولي و الثانية، ص 137 - 136.

[9] البحار 101:1.